Monday, July 19, 2010

حركة مناهضة العنصرية» ترفع الصوت ضد التمييز العرقي والطبقي: «ممنوع إدخال الراديوهات، الباليت و... الخدم» إلى مسابح في لبنان

المقالة التالية رائعة. سأضيف إليها ما حذفته ناي، وهو أن النادي الذي رفض دخول الموسيقي العالمي شيكو فريمان (وما أدراكم من هو شيكو فريمان) هو الـ
ATCL
وأن النادي البيروتي العريق المذكور ليس سوى الـ
 Sporting Club
مسبح النادي الرياضي الذي ما توقف عن التصريح أن التمييز ليس عنصر بل طبقي، وها هو قد حاول منع أحد كبار لاعبي الجاز من الدخول إليه بحجة أنه أسود. ففي عقل موظفي مسبح النادي الرياضي، الأسود هو حكما من الطبقة الدنيا.

مقالة السفير
نشرت «حركة مناهضة العنصرية» على الإنترنت وثائق بصرية تفضح ممارسات عنصرية تشهدها بعض المسابح اللبنانية، وتتمثل بمنع «الخدم» أو «ذوي البشرة السوداء» من الدخول إليها.
وإلى اللبنانيين المؤمنين بعقيدة أن «لبنان أكثر بلد ديموقراطي ومحترِم لحقوق الإنسان في المنطقة»، توجّه فرح سلقا، الناشطة في «حركة مناهضة العنصرية»، الرسالة التالية: «كلا، لبنان ليس كذلك». تقول ذلك مستندة إلى «بعض التصرفات النابعة من النفسية اللبنانية التي تظن أنها مقدّسة مقارنة بباقي العرب والشعوب من ذوي الألوان المختلفة، والطبقات الأفقر». تصوّر سلقا اللبناني مثل «الواقف على تلة وتحته العامل المصري على محطة البنزين، السوري العامل في الورشة، اللاجئ الفلسطيني، السريلنكية التي تربي الولد، والفيليبينية التي تعلمه الإنكليزية». وبناء على ذلك، يقوم اللبناني بالتمييز ضد كل المذكورين بأساليب مختلفة. من هنا، انطلقت فكرة «حركة مناهضة العنصرية»، وهي حملة أسستها سلقا مع مجموعة من زملائها في «رابطة الناشطين المستقلين ـ اندي آكت»، بهدف «فضح كل ظلم أو تمييز ضد العمال الأجانب من أي جهة أتى». كما تعمل على فضح «أي خطأ فادح يُمارس، ليس بالضرورة على أساس العرق أو اللون، بل أيضاً على أساس الشكل والخيارات الشخصية»، تشرح. ومع أن الحركة تركز على التمييز الممارس ضد العمال الأجانب لأنهم «يحتاجون إلى نوع من وسيط بينهم وبين النظام اللبناني»، إلا أن الحركة لا تريد أن تحد عملها بقضاياهم، «بدنا نشتغل على كل القصص اللي بتصب تحت خانة العنصرية التي يمارسها اللبنانيون»، تقول سلقا. وتكمل: «ويشمل نشاط حركتنا أيضاً تمييز اللبنانيين ضد لبنانيين آخرين»، في إشارة إلى حادثة منع مواطنة من دخول حفل «دي جاي تييستو» لأنها محجبة.
10 آلاف مشاهد في 6 أيام
الفضيحة الأولى التي نشرتها الحركة، هي تصوير التمييز الذي يمارسه مسبح عريق في بيروت ضد العمال الأجانب. ومع أن هذا المسبح ليس الوحيد الذي يحظر دخول «الخادمات»، إلا أن الحركة بدأت نشاطها به، ولن تتوقف عنده: «اتصلنا بالعديد من المنتجعات والمسابح لنسأل عن الموضوع، وشفنا إنو الأكثرية بتمنع دخول العمال الأجانب. فصرنا نفكر بطريقة تعمل صدمة للعالم»، تروي سلقا. وهكذا، تقرر أن يتوجه ثلاثة أشخاص إلى المسبح، ومن بينهم عاملة أجنبية، وبحوزتهم كاميرا لتوثيق الفضيحة، فمنعوا من الدخول: «كل شي صار هونيك كان من حظنا. لم يُقبض على مصورنا، والشخص الذي كان على الباب طردنا، قائلاً إن العاملة الأجنبية ليست من مستوى روّاد المسبح»، تشرح سلقا. وهكذا، نشر المدوّن والناشط في حقوق الإنسان وسام الصليبي الشريط على صفحته على موقع «بليبيت»، ومن ثم وصله بمدونته (*) حيث نشر معلومات إضافية حول الموضوع: «من الثلاثاء إلى الأحد، وبعد نشر الشريط على فايسبوك وتويتر، وصل عدد مشاهديه إلى العشرة آلاف»، يعلق الصليبي. وتضيف سلقا: «في ليلة واحدة، بلغ عدد المشاهدين حوالى الأربعة آلاف، ما يشير إلى أن عدداً كبيراً من الناس يرفضون هذا التمييز».
وكان الصليبي قد نشر، خلال الشهرين الماضيين، معلومات جمعها حول الموضوع على مدوّنته، من بينها تصريح عُلّق على مدخل بعض المسابح الشهيرة جداً في بيروت: «ممنوع الراديو، والباليت، والخدم». على باب المنتجع، يحضر ملصق يحدد تعرفة الدخول للراشدين، الأطفال و«الميسالانيوس» (أي، «المتفرقات»). وحين سئلت إدارة المنتجع عن «المتفرقات»، شرحت أنها عبارة تشير إلى «الخادمات».
وجهات نظر المسابح
في جولة على عدد من المسابح البيروتية، حاولت «السفير» استقصاء خلفيات قرارات شبيهة. لكن، لا يبدو أن مسبح «الريفييرا» يكترث بالدفاع عن سياساته هذه، فترى مديرة المبيعات فيه ريتا فضّول أن سياسة المسبح «منها تمييز أبداً»، مشيرةً إلى أن المسبح يوفر «أشخاصاً للاهتمام بالأولاد». من هنا، تأتي عدم الحاجة إلى «الخادمة». أما إذا أرادت الأخيرة تمضية النهار في المسبح، «فإن كانت تستطيع دفع 40 ألف ليرة كتعرفة، ممكن نسمح بدخولها». ولدى سؤالها عن الشروط للسماح بدخولها، أتى الرد: «حسب شكلها».
أما مسبح «الرياضي» فيرفض، قطعاً، وعلى لسان مديره العام وليد أبو نصار، أن تكون القضية «قصة عرق»، إذ «حرام نحمّل لبنان هالمشكلة، وحرام التعامل مع قضية التمييز العرقي بالشكل المتداول اليوم. كتير غلط وكتير معيبة ومزعجة». يعتبر أبو نصار أن «مشكلة لبنان ليست عرقية، بل عنده مشكلة طبقية». ويعلل: «إن سياسة المؤسسة تحظر على أي مرافق أو خادم أو سائق الدخول إلى المسبح». ولسوء الحظ، بحسب نصار، «إن كل الخادمات يأتين من خارج لبنان»، فتبدو المسألة عرقية. ويعتبر أن سياسة المؤسسة تخضع للقاعدة الاجتماعية السائدة: «من إمتى بتقعد الخادمة والست على نفس الطاولة؟».
ويكمل أبو نصار: «يجب أن تبادر الدولة إلى منع التمييز الاجتماعي عن طريق إنشاء المسابح والمطاعم الشعبية، والسماح للسياح من أي دولة كانت، بالمجيء إلى لبنان (في إشارة إلى عدم السماح للمواطنين الهنود بالمجيء إلى لبنان إلا بتأشيرة عمل)، قبل أن تطالب المسابح الخاصة بوقف تمييزها». ويعيد التأكيد على أن المسألة طبقية، لا عرقية، قائلاً: «لسوء الحظ، اليوم السياحة من أفريقيا والصين ليست ناشطة. لكن، في السنوات الماضية، كان كل موظفي السفارات الأجنبية واليونيفيل يسبحون عندي».
ممنوع دخول عازفي الجاز!
وليد عكر، وهو مروّج لموسيقى الجاز والبلوز في لبنان منذ العام 2000، عاش عدداً من التجارب المحرجة مع المسابح اللبنانية، حين كان يصطحب إليها موسيقيي الجاز المرموقين، وهم من الأميركيين ذوي البشرة السوداء. يروي حادثة بارزة حصلت معه في العام 2005 مع الموسيقي العالمي شيكو فريمان على مدخل منتجع ومسبح ضخم في جونية: «كنت برفقة زوجتي وأولادي وشيكو، وأردنا الدخول إلى المسبح. إلا أن الشاب على الباب قال لي: انت وعائلتك فيكن تفوتوا، بس الشاب لأ». لم يذكر الشاب لوليد السبب حينها، إلا أن وليد أحرج أمام الضيف ورفع صوته على الشاب الذي دخل معه في مشادة كلامية، انتهت بطلب وليد مقابلة المدير: «حين دخلت لأكلم المدير، اضطررت إلى التعريف عن نفسي، وكنت أستاذاً جامعياً حينها، فضغطت عليه مستخدماً حجة أن الرجل الأسود الذي كان برفقتي أميركي». وهكذا، دخل الجميع إلى المسبح. ويعود عكر بالذاكرة مجدداً إلى الوراء، وتحديداً إلى العام 2004، حين اصطحب موسيقي الجاز الأميركي (الأسود) جاي دي الان إلى المسبح البيروتي العريق: «منعونا على الباب، بحجة انو هني عندن سياسة وبيحق لهم أن يرفضوا اللي بدن ياه». وبعد تلاسن بين عكر والشاب الذي منعهم من الدخول، «استعنت بأحد أصدقاء العائلة الكبار، وهو من المرتادين الدائمين للنادي، واستخدمت كذلك حجة أن الزائر أميركي»، يأسف.
في الحادثتين، كذب عكر على زائريه اللذين ارتابا من الصدامات على مداخل المسابح: «قلت لهم إن المشكلة تكمن في كوني مشتركاً في هذه الأندية ولا يحق لي إدخال الزوّار». لم يكن عكر ليفصح عن السبب الحقيقي وراء التلاسن، ربما لأن السبب الحقيقي كان ليدفع بالموسيقيين إلى الإحجام عن معاودة زيارة البلد تماماً، وتقديم حفلات فيه.
وتؤكد فرح سلقا أن «حركة مناهضة العنصرية» تلقت رسائل من أشخاص أعلنوا أنهم «سيقاطعون السياحة في لبنان ما دام الوضع هكذا». لذا، «نريد موقفاً من وزير السياحة»، بحسب الصليبي.. وتكمل سلقا: «لأننا نحن بلد معتمد على السياحة، وإذا السياحة هيك، أهلين».
هل تقبلون أن تعاملوا مثلنا؟
تتوقع المجموعة «تغييراً في السياسات، والتصرفات، والقواعد المتبعة في المسابح». ويبدو أن المشكلة بحسب الناشطين في القضية، تكمن في أن «إنت عنصري، مش مسّبة عند اللبنانيين. نحن مش مربايين نخاف ونستحي من تهمة العنصرية»، برأي سلقا. أما الناشطة المدغشقرية في هذه القضية إيمي رازانجاي، وهي المحرومة من رياضتها المفضلة، أي السباحة، منذ قدومها إلى لبنان، فتعتبر أن حل هذه المسألة يكمن في «تدعيم التربية المدنية في المدارس». برأيها، «لا في البيت ولا في المدرسة، يجد المواطن هنا، إرشادات حول كيفية تصرفه في المجتمع، في المدرسة، وعلى متن الباص مثلاً. ولا حتى دليل الكلمات التي يجب أو لا يجب استخدامها»، تجزم. أما لاتا رادشوناتي، وهي مواطنة سريلانكية تعمل في لبنان منذ أكثر من عشر سنوات، فتحسد اللبنانيين الذين يتمتعون بكل الخدمات والحقوق في أي بلد يحلون فيه للعمل: «أنا أحب السباحة وأقسم أنني لا أعاني من وباء أو مرض معدٍ. لذا، لا افهم لم يعاملونني بعنصرية ولا يسمحون لي بالدخول إلى المسبح»!
<وتسأل اللبنانيين: «هل تقبلون أن يعاملكم أحد بهذه الطريقة، وكأنكم دون مستوى البشر؟».
ناي الراعي

No comments:

Post a Comment