A Lebanese lady prohibited her Ethiopian maid from mourning her sister who died on the Ethiopian Airline which fell into the sea on Monday 25 January. The employer initial hid from her maid the news, but the latter found out through her friends and attempted to commit suicide in order to force her employer to take her to hospital. At the hospital, after the DNA test, the Ethiopian maid was quickly sent back to her work.
The article has additional accounts of what was happening in front of the hospital where the the bodies of presumably 5 Ethiopians, 4 women and one man, lay.
Full article entitled "Ethiopian maids: who brings them consolation?"
العاملات الإثيوبيّات... من يواسيهنّ؟
إذا كنا نشاهد الفتيات الإثيوبيّات بين المفجوعين الذين ينتظرون الأحبّاء من ركّاب الطائرة، غالباً ما ينأين بأنفسهن عن الآخرين، فإن أخريات حرصت مخدوماتهن على عدم إخبارهن بالمأساة، وإبقائهن يعملن كأن شيئاً لم يحصل، كي لا يخرجن ويتركن «أعمال البيت عليهن»
رضوان مرتضى
أمام مستشفى بيروت الحكومي، سُجّل أمس فصل جديد في انتهاك حقوق عاملات المنازل في لبنان. أمس، منعت سيدة لبنانية عاملتها الإثيوبية من الحزن على شقيقتها التي قضت في حادثة الطائرة. الحزن اختلط بالغضب، غضب يصعب كبته. فتيات إثيوبيات حضرن ليواسين أبناء بلدهن. لا أصدقاء لهن ولا أقارب بين الضحايا. استفزتهن قصة الفتاة التي فقدت شقيقتها، لكنّ صاحبة المنزل أخفت الخبر عنها. يُتداول في المستشفى أن الفتاة علمت بالخبر من خلال صديقتها، فانهارت وحاولت أن تقتل نفسها لتجبر مخدومتها على أخذها إلى المستشفى. الأخيرة أحضرتها لتجري فحص الحمض النووي، لكنها منعتها من البقاء مع فتيات بلدها، وأمرتها بالعودة إلى العمل.
في مشهد آخر، تهرع فتاة سمراء دامعة العينين باتجاه رجل أمن يقف عند باب المستشفى، يفسح لها في المجال فتدخل. تلحق بها ثلاث أخريات، فيمنعهن رجل الأمن نفسه من الدخول. دقائق طويلة تمرّ قبل أن تخرج الفتاة باكية، تحتضن إحدى الموجودات وتغرق في دموعها، فتواسيها الأخريات «تأثّراً».
إنه يوم آخر وطويل أمام مستشفى بيروت الحكومي الجامعي. هناك يجلس لبنانيون وإثيوبيون يتقاسمون المصاب، يترقّبون وصول خبر أو جثة. يخرق ترقّبهم صوت سيارة إسعاف بعيد، يرتفع كلما اقترب. تشخص بعض العيون الدامعة باتجاه مدخل الطوارئ، ويركض بعضهم نحو السيارة الآتية، يلحق بهم المصوّرون والصحافيّون لعلّهم يعودون بمعلومة جديدة. يمرّ بعض الوقت قبل أن يطلب رجال الأمن من فتاة إثيوبية الدخول إلى المستشفى، يطلب منها التعرّف إلى إحدى الجثث... دقائق قليلة ثم تخرج الشابة والغصة تخنق صوتها، وتروي لصديقاتها أن الجثة التي رأتها لم تكن لقريبتها... تقول كلمات قليلة ثم تنهار باكية.
بصعوبة تعرّف عن نفسها، اسمها سلام، تحاول أن تتمالك نفسها لتنطق بجمل قصيرة «لم تكن هي، شعرها طويل، وشعر قريبتي قصير».
مشهد مماثل يتكرر. تقترب فتاة سمراء أخرى، تقول إن ابنة خالتها كانت على متن الطائرة. تخرج الكلمات منها بصعوبة، قبل أن توضح أنها تريد إلقاء نظرة على الجثث الموجودة للتعرّف إلى ابنة خالتها «تاغو». يطلب إليها محدّثها أن تُحضر صورة شمسية لقريبتها لمقارنتها، فترحل مسرعة.
تعود قريبة «تاغو»، تتجه نحو رجل الأمن لتناوله صورة قريبتها. ينظر الأخير إلى الصورة ثم يعيدها إليها قائلاً «لا أستطيع إدخالك»، ويضيف «ارجعي إلى الخلف وانتظري». تتراجع الفتاة الى إحدى الزوايا حيث تسند رأسها إلى الحائط وتبدأ بالبكاء.
أحد العاملين في المستشفى تحدث عن وجود خمس جثث إثيوبية، أربع منها لنساء، فيما تعود الأخيرة لرجل. ورجّح أحدهم أن اثنتين من الجثّث هما لمضيفتين كانتا على متن الطائرة. يُذكر أن جثث الإثيوبيين قد لا تخضع جميعها لفحص الحمض النووي في لبنان.
المستشفى ليس المكان الوحيد الذي يقصده أقارب الضحايا وأصدقاؤهم. ففي أحد الشوارع المتفرعة من مستديرة الطيونة تقع القنصلية الإثيوبية، التي تخلّت عن دوامها الرسمي، وفتحت أبوابها أمام أبناء بلدها، المفجوعين والمستفسرين، لساعات إضافية طويلة. تتجه ثلاث فتيات سمراوات نحو المبنى الذي تقع فيه القنصلية، تتدثر إحداهن بوشاح أسود تخفي به عينيها المحمرّتين من البكاء. تلحق بهن امرأة أخرى برفقة زوجها. عند باب القنصلية ترتفع ورقة تحمل اثنين وعشرين اسماً، كُتبت باللغة الإثيوبية، وقيل إنها أسماء الضحايا. بعض العاملات في القنصلية يستقبلن الوافدين، يسألن عن أخبارهن، يُطمئنّ بعضهم ويعزّين آخرين.
إذاً، لقد انفجرت طائرة إثيوبية وسقطت بُعيد إقلاعها. أخفى البحر معظم حطامها، لكنه أخفى معها أيضاً جثث أقارب ورفاق كثيرين.
عدد الاربعاء ٢٧ كانون الثاني ٢٠١٠
إذا كنا نشاهد الفتيات الإثيوبيّات بين المفجوعين الذين ينتظرون الأحبّاء من ركّاب الطائرة، غالباً ما ينأين بأنفسهن عن الآخرين، فإن أخريات حرصت مخدوماتهن على عدم إخبارهن بالمأساة، وإبقائهن يعملن كأن شيئاً لم يحصل، كي لا يخرجن ويتركن «أعمال البيت عليهن»
رضوان مرتضى
أمام مستشفى بيروت الحكومي، سُجّل أمس فصل جديد في انتهاك حقوق عاملات المنازل في لبنان. أمس، منعت سيدة لبنانية عاملتها الإثيوبية من الحزن على شقيقتها التي قضت في حادثة الطائرة. الحزن اختلط بالغضب، غضب يصعب كبته. فتيات إثيوبيات حضرن ليواسين أبناء بلدهن. لا أصدقاء لهن ولا أقارب بين الضحايا. استفزتهن قصة الفتاة التي فقدت شقيقتها، لكنّ صاحبة المنزل أخفت الخبر عنها. يُتداول في المستشفى أن الفتاة علمت بالخبر من خلال صديقتها، فانهارت وحاولت أن تقتل نفسها لتجبر مخدومتها على أخذها إلى المستشفى. الأخيرة أحضرتها لتجري فحص الحمض النووي، لكنها منعتها من البقاء مع فتيات بلدها، وأمرتها بالعودة إلى العمل.
في مشهد آخر، تهرع فتاة سمراء دامعة العينين باتجاه رجل أمن يقف عند باب المستشفى، يفسح لها في المجال فتدخل. تلحق بها ثلاث أخريات، فيمنعهن رجل الأمن نفسه من الدخول. دقائق طويلة تمرّ قبل أن تخرج الفتاة باكية، تحتضن إحدى الموجودات وتغرق في دموعها، فتواسيها الأخريات «تأثّراً».
إنه يوم آخر وطويل أمام مستشفى بيروت الحكومي الجامعي. هناك يجلس لبنانيون وإثيوبيون يتقاسمون المصاب، يترقّبون وصول خبر أو جثة. يخرق ترقّبهم صوت سيارة إسعاف بعيد، يرتفع كلما اقترب. تشخص بعض العيون الدامعة باتجاه مدخل الطوارئ، ويركض بعضهم نحو السيارة الآتية، يلحق بهم المصوّرون والصحافيّون لعلّهم يعودون بمعلومة جديدة. يمرّ بعض الوقت قبل أن يطلب رجال الأمن من فتاة إثيوبية الدخول إلى المستشفى، يطلب منها التعرّف إلى إحدى الجثث... دقائق قليلة ثم تخرج الشابة والغصة تخنق صوتها، وتروي لصديقاتها أن الجثة التي رأتها لم تكن لقريبتها... تقول كلمات قليلة ثم تنهار باكية.
بصعوبة تعرّف عن نفسها، اسمها سلام، تحاول أن تتمالك نفسها لتنطق بجمل قصيرة «لم تكن هي، شعرها طويل، وشعر قريبتي قصير».
مشهد مماثل يتكرر. تقترب فتاة سمراء أخرى، تقول إن ابنة خالتها كانت على متن الطائرة. تخرج الكلمات منها بصعوبة، قبل أن توضح أنها تريد إلقاء نظرة على الجثث الموجودة للتعرّف إلى ابنة خالتها «تاغو». يطلب إليها محدّثها أن تُحضر صورة شمسية لقريبتها لمقارنتها، فترحل مسرعة.
تعود قريبة «تاغو»، تتجه نحو رجل الأمن لتناوله صورة قريبتها. ينظر الأخير إلى الصورة ثم يعيدها إليها قائلاً «لا أستطيع إدخالك»، ويضيف «ارجعي إلى الخلف وانتظري». تتراجع الفتاة الى إحدى الزوايا حيث تسند رأسها إلى الحائط وتبدأ بالبكاء.
أحد العاملين في المستشفى تحدث عن وجود خمس جثث إثيوبية، أربع منها لنساء، فيما تعود الأخيرة لرجل. ورجّح أحدهم أن اثنتين من الجثّث هما لمضيفتين كانتا على متن الطائرة. يُذكر أن جثث الإثيوبيين قد لا تخضع جميعها لفحص الحمض النووي في لبنان.
المستشفى ليس المكان الوحيد الذي يقصده أقارب الضحايا وأصدقاؤهم. ففي أحد الشوارع المتفرعة من مستديرة الطيونة تقع القنصلية الإثيوبية، التي تخلّت عن دوامها الرسمي، وفتحت أبوابها أمام أبناء بلدها، المفجوعين والمستفسرين، لساعات إضافية طويلة. تتجه ثلاث فتيات سمراوات نحو المبنى الذي تقع فيه القنصلية، تتدثر إحداهن بوشاح أسود تخفي به عينيها المحمرّتين من البكاء. تلحق بهن امرأة أخرى برفقة زوجها. عند باب القنصلية ترتفع ورقة تحمل اثنين وعشرين اسماً، كُتبت باللغة الإثيوبية، وقيل إنها أسماء الضحايا. بعض العاملات في القنصلية يستقبلن الوافدين، يسألن عن أخبارهن، يُطمئنّ بعضهم ويعزّين آخرين.
إذاً، لقد انفجرت طائرة إثيوبية وسقطت بُعيد إقلاعها. أخفى البحر معظم حطامها، لكنه أخفى معها أيضاً جثث أقارب ورفاق كثيرين.
عدد الاربعاء ٢٧ كانون الثاني ٢٠١٠
No comments:
Post a Comment