ترتاح نندا، المواطنة السريلانكية، في مقرّ رعاية الأجانب التابع لمؤسسة «كاريتاس»، بعد تعب شهور، عانت خلالها المذلّة والعنف.
فابنة الاثنين والعشرين عاماً قدمت إلى لبنان السنة الماضية، أي العام 2009، للعمل في أحد المنازل، كما غيرها من بنات بلدها.
ظنّت أن المعادلة بسيطة: ترتيب واهتمام منزلي مقابل راتب شهري متفق ومنصوص عليه ضمن عقد العمل، تساعد من خلاله زوجها، الجندي في بلادها، على إعالة طفلتها البالغة ثماني سنوات.
لم يطابق واقع عملها الأساسيات التي رسمها الحبر في عقد العمل. هي تروي لـ «وكالة الأنباء الفرنسية» كيف كانت تشعر دائماً بالجوع، «فخلال الشهرين الأولين كانت ربّة المنزل تعطيني كسرة خبز يومياً فقط، وأحياناً بعض فضلات الأطعمة... كانت تقول لي أنت سمينة ولا يجب أن تأكلي كثيراً».
وتضيف «كنت أبدأ العمل في الخامسة والنصف صباحاً ولا أتوقف الّا عند منتصف الليل، بدون احتساب أي ساعات إضافية. برغم أن عقد العمل الذي وقعته ينصّ على ثماني ساعات عمل يومياً وعلى راتب شهري بمعدّل 180 دولارا».
ولم تسمح ربّة العمل لنندا بالاتصال ولو مرّة بعائلتها للاطمئنان على ابنتها. ولعلّ معاملتها السيئة انسحبت على أولادها الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة من العمر، الذين كانوا يضربونها عند عدم استجابتها لنزواتهم.
إلى الضرب، كانت الإساءة اللفظية خبزها اليومي، تقول: «لم أكن أفهم اللغة العربية، وكانوا غالباً ما ينعتونني بالعاهرة، وهذا ما فهمته بعد فترة».
حجزت ربّة المنزل جواز سفر نندا، على الرغم من أنها كانت تعمل سبعة أيام في الأسبوع. وذلك أسوة بنحو مئتي ألف خادمة، بحسب الوكالة. وقد صفعتها على وجهها حين حاولت استعادته، لا سيما بعد استدعائها من قبل مكتب الاستخدام.
أرسلت نندا للعمل في منزل آخر. كانت ربّته «عنيفة» بحسب وصف نندا، التي تمكّنت من الهرب.
عثر عليها مكتب الاستخدام فعاقبها أحد موظفيه بالضرب بعصا من الخشب. هربت مجدّداً ولجأت إلى مؤسسة «كاريتاس»، حيث دخلت مقرّها والبقع الزرقاء تملأ جسدها.
هناك قرّرت تقديم شكوى ضدّ الموظف الذي ضربها.
بهذا تكون نندا قد انضمت إلى مجموعة صغيرة من العاملات الأجنبيات اللواتي بدأن يُسمعن أصواتهنّ للسطات القضائية. وقد سبقتها زميلات لها في الإقدام على هذه الخطوة كالفيليبينية جونالين ماليباغو التي رفعت دعوى سوء معاملة ضدّ ربة عملها، وانتزعت حكماً قضائياً يقضي بسجن الأخيرة خمسة عشر يوماً.
وهي النتيجة التي ترجوها المساعدة الاجتماعية في «كاريتاس» ديما حدّاد، التي تذكر أن «خادمة أخرى استطاعت كسب تعويض عن سنوات من الخدمة لم تقبض خلالها أجورها» من خلال تقديمها شكوى.
ومع غياب قانون يحمي العاملات الأجنبيات وأمام معاملة بعضهن معاملة «العبيد»، كما ذكرت الوكالة، تلجأ دول مثل أثيوبيا والفيليبين ومدغشقر إلى منع رعاياها من السفر للعمل في لبنان.
وقد صدر مرسوم حكومي في العام 2009، ينصّ على ضرورة اعطاء الخادمة أجرها بالكامل، مع حقّها بيوم راحة أسبوعياً، «لكنّ قلة من العائلات تطبّق هذه الشروط»، تشير الـ «أ.ف.ب.»
وتصف حدّاد المرسوم بالإيجابي «لكنه غير كافٍ» مع غياب وسائل مراقبة تطبيقه، لافتة إلى أن المرسوم ينصّ على يوم إجازة من دون أن يذكر بوضوح خروجها من المنزل، «وبالتالي يكتفي البعض باعطائها الإجازة على ان تبقى في المنزل».
وقد قدّر تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» صدر العام 2009 أن خادمة أجنبية تنتحر أسبوعياً في لبنان. فيما يلفت ممثلها نديم حوري إلى أن بعض العاملات لا يتقدمن بشكاوى إما بسبب الخوف وإما بسبب عدم امتلاكهن للأوراق الثبوتية، و«إن الاستغلال الذي يصل إلى حدّ الاغتصاب قد يودي بعدد مقلق منهن إلى الانتحار». (أ.ف.ب.)
فابنة الاثنين والعشرين عاماً قدمت إلى لبنان السنة الماضية، أي العام 2009، للعمل في أحد المنازل، كما غيرها من بنات بلدها.
ظنّت أن المعادلة بسيطة: ترتيب واهتمام منزلي مقابل راتب شهري متفق ومنصوص عليه ضمن عقد العمل، تساعد من خلاله زوجها، الجندي في بلادها، على إعالة طفلتها البالغة ثماني سنوات.
لم يطابق واقع عملها الأساسيات التي رسمها الحبر في عقد العمل. هي تروي لـ «وكالة الأنباء الفرنسية» كيف كانت تشعر دائماً بالجوع، «فخلال الشهرين الأولين كانت ربّة المنزل تعطيني كسرة خبز يومياً فقط، وأحياناً بعض فضلات الأطعمة... كانت تقول لي أنت سمينة ولا يجب أن تأكلي كثيراً».
وتضيف «كنت أبدأ العمل في الخامسة والنصف صباحاً ولا أتوقف الّا عند منتصف الليل، بدون احتساب أي ساعات إضافية. برغم أن عقد العمل الذي وقعته ينصّ على ثماني ساعات عمل يومياً وعلى راتب شهري بمعدّل 180 دولارا».
ولم تسمح ربّة العمل لنندا بالاتصال ولو مرّة بعائلتها للاطمئنان على ابنتها. ولعلّ معاملتها السيئة انسحبت على أولادها الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة من العمر، الذين كانوا يضربونها عند عدم استجابتها لنزواتهم.
إلى الضرب، كانت الإساءة اللفظية خبزها اليومي، تقول: «لم أكن أفهم اللغة العربية، وكانوا غالباً ما ينعتونني بالعاهرة، وهذا ما فهمته بعد فترة».
حجزت ربّة المنزل جواز سفر نندا، على الرغم من أنها كانت تعمل سبعة أيام في الأسبوع. وذلك أسوة بنحو مئتي ألف خادمة، بحسب الوكالة. وقد صفعتها على وجهها حين حاولت استعادته، لا سيما بعد استدعائها من قبل مكتب الاستخدام.
أرسلت نندا للعمل في منزل آخر. كانت ربّته «عنيفة» بحسب وصف نندا، التي تمكّنت من الهرب.
عثر عليها مكتب الاستخدام فعاقبها أحد موظفيه بالضرب بعصا من الخشب. هربت مجدّداً ولجأت إلى مؤسسة «كاريتاس»، حيث دخلت مقرّها والبقع الزرقاء تملأ جسدها.
هناك قرّرت تقديم شكوى ضدّ الموظف الذي ضربها.
بهذا تكون نندا قد انضمت إلى مجموعة صغيرة من العاملات الأجنبيات اللواتي بدأن يُسمعن أصواتهنّ للسطات القضائية. وقد سبقتها زميلات لها في الإقدام على هذه الخطوة كالفيليبينية جونالين ماليباغو التي رفعت دعوى سوء معاملة ضدّ ربة عملها، وانتزعت حكماً قضائياً يقضي بسجن الأخيرة خمسة عشر يوماً.
وهي النتيجة التي ترجوها المساعدة الاجتماعية في «كاريتاس» ديما حدّاد، التي تذكر أن «خادمة أخرى استطاعت كسب تعويض عن سنوات من الخدمة لم تقبض خلالها أجورها» من خلال تقديمها شكوى.
ومع غياب قانون يحمي العاملات الأجنبيات وأمام معاملة بعضهن معاملة «العبيد»، كما ذكرت الوكالة، تلجأ دول مثل أثيوبيا والفيليبين ومدغشقر إلى منع رعاياها من السفر للعمل في لبنان.
وقد صدر مرسوم حكومي في العام 2009، ينصّ على ضرورة اعطاء الخادمة أجرها بالكامل، مع حقّها بيوم راحة أسبوعياً، «لكنّ قلة من العائلات تطبّق هذه الشروط»، تشير الـ «أ.ف.ب.»
وتصف حدّاد المرسوم بالإيجابي «لكنه غير كافٍ» مع غياب وسائل مراقبة تطبيقه، لافتة إلى أن المرسوم ينصّ على يوم إجازة من دون أن يذكر بوضوح خروجها من المنزل، «وبالتالي يكتفي البعض باعطائها الإجازة على ان تبقى في المنزل».
وقد قدّر تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» صدر العام 2009 أن خادمة أجنبية تنتحر أسبوعياً في لبنان. فيما يلفت ممثلها نديم حوري إلى أن بعض العاملات لا يتقدمن بشكاوى إما بسبب الخوف وإما بسبب عدم امتلاكهن للأوراق الثبوتية، و«إن الاستغلال الذي يصل إلى حدّ الاغتصاب قد يودي بعدد مقلق منهن إلى الانتحار». (أ.ف.ب.)
No comments:
Post a Comment