المصدر: جريدة الأخبار
عدد السبت ٢٢ أيار ٢٠١٠
نقولا أبو رجيلي
(الأخبار)(الأخبار)أمام كنيسة إحدى قرى زحلة، وبعد خروجهن من قداس يوم الأحد، تجمعت أكثر من 10 عاملات من الجنسيّة الإثيوبية، في لقاء بنات الوطن الواحد. لكن اللقاء لم يقتصر على تبادل القبل، وإفراغ ما في جعبة كل منهن من أخبار سعيدة حيناً، وهموم العمل وفرقة الاغتراب في أغلب الأحيان، بل اتخذ منحى آخر، فنتيجة الانتخابات البلديّة والاختيّارية، احتلت حيزاً كبيراً من نقاشاتهن. العاملة الإثيوبيّة إيروس (19 عاماً) كانت بينهن، ونقلت إلى ربة عملها «أم أحمد»، ما حكته لها بنات وطنها
المستخدمات عند العائلات الأخرى. إيروس أو «روز»، كما يناديها أفراد الأسرة، روت لـ«الأخبار»، طرفاً مما كان يدور من أحاديث بينها وبين مواطناتها في ما خص الانتخابات البلدية. وبعربية مكسّرة تقول «ضيعتي بعيدة عن أديس أبابا شي 15 كلم، ما في انتخابات بريزيدان بلدية، بس في انتخابات بريزيدان جمهورية، لانو الدولة هونيك بتجيب رجال متعلم وبتحطو رئيس بلدية»، لتضيف «الانتخابات غود (شيء جيد) نحن ما فينا ننتخب، بس أكيد انو كل وحدي منا بتحب يربح اللي بيحبو مستر ومدام وفاميلي». وأبدت روز أسفها لعدم تمكّن المرشح الذي تدعمه عائلة مستخدميها من الوصول إلى منصب رئيس البلدية برغم عدم معرفتها به شخصياً. هنا، تتدخّل أم أحمد، وتطلب من روز أن تخبرنا ببعض ما دار من نقاش بين الأخيرة ومواطنتها سانيت التي تعمل في منزل «الحاجة أم نجيب»، وبناءً لرغبة «المدام»، تتابع روز: «بعد انتخابات شفت سانيت بالكنيسة وكانت مبسوطة كتير، لانو إبن حجة أم نجيب ربح بريزيدان بلديّة، وصارت تضحك كتير، أنا ما حكيت شي لأني كنت زعلاني شوي على مرشح تبعنا خسر». ويبدو أن كلمة «تزريك» غير موجودة في قاموس المجتمع الإثيوبي، لذلك، تولت أم أحمد شرح ما تحمله هذه الكلمة من معان، عندها ابتسمت إيروس وأومأت برأسها نزولاً، في إشارة إلى أن هذا ما قصدته سانيت بالفعل. وعن رأي باقي العاملات الإثيوبيات في البلدة، لفتت روز إلى أن علامات الفرح بانت على وجوه بعضهن، فيما الباقيات التزمن الصمت.عدد السبت ٢٢ أيار ٢٠١٠
نقولا أبو رجيلي
(الأخبار)(الأخبار)أمام كنيسة إحدى قرى زحلة، وبعد خروجهن من قداس يوم الأحد، تجمعت أكثر من 10 عاملات من الجنسيّة الإثيوبية، في لقاء بنات الوطن الواحد. لكن اللقاء لم يقتصر على تبادل القبل، وإفراغ ما في جعبة كل منهن من أخبار سعيدة حيناً، وهموم العمل وفرقة الاغتراب في أغلب الأحيان، بل اتخذ منحى آخر، فنتيجة الانتخابات البلديّة والاختيّارية، احتلت حيزاً كبيراً من نقاشاتهن. العاملة الإثيوبيّة إيروس (19 عاماً) كانت بينهن، ونقلت إلى ربة عملها «أم أحمد»، ما حكته لها بنات وطنها
في منزل الحاجة أم نجيب، لا تفارق البسمة وجه سانيت (21 عاماً)، الأخيرة ترددت قبل أن تؤكد ما أفصحت عنه مواطنتها روز، سانيت اكتفت بلفظ بضع كلمات: «أنا كتير مبسوطة لانو مستر نجح بريزيدان بلديّة»، وانصرفت بخجل للقيام بواجباتها المنزليّة. الحاجة أم نجيب أفرغت ما بدلوها حيال هذا الموضوع، موضحةً أنه من الطبيعي أن تتكيف العاملات مع ما يفرح المنزل حيث تعمل، والعكس صحيح في حالات الخسارة، وعبرت عن ذلك بالقول: «ما هني عايشين معنا وصاروا منا وفينا بيفرحو لفرحنا وبيزعلو لزعلنا».
فالعاملات الأجنبيات في المنازل كن يترقبن نتائج الانتخابات البلديّة، ووصل الأمر عند إحداهن إلى ذرف الدموع، تعاطفاً مع مشاعر ربة عملها التي لم يحالف الحظ زوجها في الوصول إلى عضوية المجلس البلدي.
No comments:
Post a Comment