Friday, October 28, 2011

الخادمات في لبنان.. عبودية حديثة

من بيروت- ديزي مور- إذاعة هولندا العالمية

حالة وفاة كل أسبوع، هذا هو معدل وفيات خادمات المنازل في لبنان، اما بالانتحار أو أثناء محاولة الهروب من السجن المنزلي. وفقاً لمنظمات حقوقية فإن ما يدفع هؤلاء النسوة للمخاطرة بحياتهن، تكمن في أساليب سوء المعاملة والعزلة المفروضة عليهن من قبل المخدومين.

 هذا الأسبوع زارت المقررة الخاصة في الأمم المتحدة، جولنارا شاهينيان، لبنان لدفع الحكومة لاتخاذ مبادرات ملموسة لحماية الخادمات، ومنع تعرضهن لسوء المعاملة. وتعتبر السيدة شاهينيان أول مقررة تعينها الأمم المتحدة لمراقبة الأشكال الحديثة من العبودية. وهو تطور إيجابي على حد قول السيد نديم حوري، مدير مكتب بيروت لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش): "هذه خطوة إيجابية. نأمل أن تؤدي إلى تحقيق الإصلاحات الضرورية. بدأ الناس يعترفون بوجود اشكال حديثة من العبودية في لبنان. لم يعد الأمر سراً."
العزلة
أصبحت الخدمة المنزلية ظاهرى شائعة في لبنان. كثيراً ما ترى فتيات آسيويات يدفعن عربة التسوق أمام "المدام" في المتاجر الكبيرة، وفتيات إفريقيات يحملن حقائب كبيرة، وعدة السباحة على الساحل. تذهب التقديرات إلى أن الاسر اللبنانية تشغّل حوالي 200 ألف خادمة منزلية، تأتي غالبيتهن من الفلبين وسريلانكا واثيوبيا. أغلبية هذه الفتيات هن صغيرا في السنّ، يتركن أهاليهن، ويأتين للخدمة والعيش في مع اسر لبنانية لم يعرفنهم من قبل، مقابل أجر شهري بنعدل 150 دولار في الشهر. ويصبح المخدوم هو أيضاً الضامن القانوني لهن، مما يضيق من حرية حركتهن في البلد.

عجز القوانين
النظام القانوني اللبناني عاجز عن محاسبة المخدومين عندما ينتهكون الحقوق الاساسية للخادمات، هذه هي الخلاصة التي توصل لها تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش السنة الماضية. وقد درس التقرير أكثر من مائة حكم صادر عن القضاء اللبناني في قضايا تتعلق بالخدمة المنزلية. وجاء في التقرير أن هناك الكثير من العقبات التي تجعل الخادمات يترددن كثيراً في إبلاغ السلطات عما يتعرضن له من إساءات. وحتى عندما تكون الاتهامات موثقة فإن الشرطة والسلطات القضائية لا تأخذ تتعامل معها بجدية.

وحسب السيد نديم حوري فإن "غض النظر عن الانتهاكات التي تتعرض لها الخادمات يجعل الشرطة والسلطة القضائية متواطئين في الانتهاكات المستمرة من قبل المخدومين ضد فئة ضعيفة." على حد قوله عند إصدار التقرير العام الماضي، مضيفاً إن "حبس شخص ما أو صفعه هو جريمة، بغض النظر عن هوية الضحية."

عقوبات مخففة
لم تعثر منظمة هيومان رايتس ووتش على مثال واحد في القضايا الـ 114 التي درستها، عوقب فيه أحد المخدومين على احتجاز خادمة داخل المنزل، أو مصادرة جواز سفرها، أو منع الطعام عنها، بالرغم من أن هذه الانتهاكات شائعة إلى حد كبير. وحتى عندما أصدرت المحاكم عقوبات بشأن حالات تعرضت فيها الخادمات للضرب، فإن الأمر ظل محدوداً بحالات نادرة، وكانت العقوبات مخففة.

أظهرت عدة دراسات قامت بها منظمات حقوقية ارتفاع نسبة الوفيات في وسط خادمات المنازل. والمقابلات التي أجرتها منظمة "هيومان رايتس ووتش" اشرت أيضاً أن الضغوط المالية والعمل الشاق، إلى جانب الإساءات والانتهاكات، هي ما ما يفسر ارتفاع معدل الوفيات.

1 comment:

  1. the matter of domestic helpers in lebanon is highly misunderstood... its true that there are few cases of mistreatment but also in the countries of these domestic helpers their governments and even their families mistreat them worse than their employers.... is it better for a human being to die of hunger or to be thrown in the street or to be forced into prostitution or to become a beggar? or is it better to work and be kept well and fed and given money? this is not the place to discuss this issue in a sensational manner... the united nations international labor organization should hold an international conference on this matter and come up with a concensus on what is considered as proper so all countries can apply it... if the countries that export laborers pledge to feed and treat well their citizens i dont think that her citizens will want to go overseas to work... the workers know better what is good for them and not the people who make it their jobs to criticize domestic employers in lebanon... i say to all the people who criticize domestic employers in lebanon or anywhere else in the world to go feed the families of those workers and to educate them and give them jobs!!!!!!!!!!!!

    ReplyDelete